بقلم : المحامي مصطفى احمد أبو سويلم
وكالة الصياد الاخباري - عمان - من خلال عملي في مهنة المحاماة خلال السنوات الطويلة واطلاعي على العديد من القضايا التي تعاملت معها والقضايا التي يتم تسجيلها يوميا لدى محكمة آمن الدولة وأيضا من خلال اطلاعي على ما يتم نشرة عبر وسائل الاعلام من اعداد القضايا التي تقوم مديرية الأمن العام ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات والقوات المسلحة بنشرها يوميا من ضبط لتجار المخدرات ومحاولات تسلل مهربي المخدرات لابد أن اتحدث عن محابة آفة المخدرات التي باتت تشكل خطر على مجتمعنا وأبنائنا ، هنا أقول ان علينا ان نتطرق للعديد من النقاط التي تساعد في القضاء على ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات التي تعد من أخطر التحديات الاجتماعية والصحية التي تواجه المجتمع الأردني وتحديداً في السنوات الأخيرة " إذ لم تعد هذه الآفة تقتصر على فئة معينة من المجتمع " بل أصبحت تمسّ الشباب الذين يُفترض أن يكونوا عماد المستقبل وأمل الوطن ومن هنا لا بد أن نعمل جميعاً لحماية أبنائنا قبل فوات الأوان .
يعلم الجميع أن المخدرات بكافة أنواعها تؤدي إلى أضرار صحية خطيرة حسب التقارير الطبية التي يتم ارفاقها في القضايا في المحاكم التي تؤكد بأن هذه المواد الخطرة تعمل على تلف الجهاز العصبي وفقدان القدرة على التركيز والإدراك كما تسبب اضطرابات نفسيه وسلوكية خطيرة قد تدفع المتعاطي إلى العنف الذي يتسبب بارتكاب الجرائم تحت تأثير تلك المواد الخطرة وتزداد الخطورة حين يتحول المتعاطي إلى مجرم خطير غير مدرك للأفعال التي يقوم بها مما يجعل افعاله تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الاجتماعي والاسري فالإدمان غالبًا ما يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية وضياع الثقة بين أفرادها لأن اغلب متعاطي المواد المخدرة يعيشون في صراع دائم بين حاجتهم للمخدرات ومحاولتهم إخفاء سلوكهم ، مما يخلق بيئة مليئة بالتوتر والعنف والإهمال خاصة تجاه العائلات و مما يؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر نفسيًا وسلوكيًا وهذا ما نشهده في العديد من القضايا في المحاكم .
من هنا لا بد محاربة آفة المخدرات بكافة الطرق والسبل و أن يعمل الجميع لمواجهة هذا الخطر الخبيث الذي يحاول ضعاف النفوس استغلال الشباب الصغار والكبار من اجل ترويج تلك السموم بطرقهم الملتوية المعروفة لدى الجهات الأمنية ، فلا بد أن يكون هناك دور حقيقي الأسرة في الوقاية من خلال المتابعة المستمرة للأبناء وتعزيز الحوار وزرع الثقة بين الإباء والامهات وأبنائهم في توعيتهم من رفقاء السوء ومن خطر آفة المخدرات لان اغلب القضايا التي نتعامل معها نجد بان الأسر لا تعلم شيء عن أبنائهم وحياتهم ومن هم رفقائهم فهذا هو السبب الحقيقي لضياع الشباب .
نعلم جميعاً ان الدولة تبذل جهودًا كبيرة من خلال مديرية الأمن العام ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات التي تعمل على مدار الساعة لمحاربة آفة المخدرات من خلال الحملات التوعية المستمرة التي تقوم بها في كافة محافظات المملكة في المدارس والجامعات وفي كافة المناسبات ومن خلال اطلاق العديد من البرامج التوعوية التي تبثها على مدار الساعة عبر وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كي توصل الرسالة التوعوية للجميع .
وهنا اقولها بصدق انا كرجل قانون ومطلع على الجهود الكبيرة الذي تقوم به مديرية الأمن العام ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات يحتاج أيضا من الجميع دعمهم ومساندتهم في محاربة آفة المخدرات وذلك من خلال تفعيل دور كافة مؤسسات الدولة والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ومن خلال اطلاق البرامج والندوات والأنشطة الإيجابية وغيرها وهذا لا بد ان يكون بمتابعة وتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات كونهم يمتلكون الخبرة والكفاءات من خلال تجاربهم الكبيرة في عملهم ويعلمون جيدا كيفيه إيصال الرسالة بالشكل المطلوب .
وفي الختام اكرر وأقول كرجل قانون يعمل منذ سنوات طويلة في مهنة المحاماة أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية تتطلب تعاون من الجميع بداية من الدولة والمجتمع لأن المعركة ضد آفة المخدرات ليست أمنية فقط بل هي معركة وعي وقيم وأخلاق وحماية أبنانا هي حماية لمستقبل الوطن بأكمله .
ختاما اكرر وأقول نعم لمحابة آفة المخدرات ، نعم لملاحقة و ضبط كل من تسول لهُ نفسه المتاجرة بأرواح أبنائنا ، نعم لتشديد العقوبة بحق مروجي وتجار السموم ، نعم لدعم أبنائنا العين الساهرة على حماية الوطن .
المحامي مصطفى احمد أبو سويلم

