بقلم : الناشطة فاطمة ابو دلو
وكالة الصياد الاخباري - عمان - نعم أنا مع المناصفة في الإرث بين الرجل والمرأة، لأن المرأة ليست نصف مواطنة ، لأنها لا تدفع نصف ضرائبها .. حين تشتري خبزاً فهي لا تدفع نصف تسعيرة الرجل .. حين تركب التاكسي أو الحافلة فهي لا تدفع نصف الأجرة . حين تذهب للطبيب فهي لا تدفع نصف تسعيرة الفحص .
في الأردن ، تقول الإحصائيات الرسمية بأن حوالي خْمس الأُسر أغلبها فقيرة ، تُعيلها إمرأة فقط .. هذا دون إحتساب الأُسر التي يعيلها الطرفان معاّ .. ولا بد أن دولا كمصر واليمن والمغرب ولبنان وغيرها تعرف وضعيات مشابهة .
لما إذا في الإرث ستحصل على نصف نصيب أخيها ؟! نحن هنا نبحث في المبدأ بغض النظر عن القيمة المالية للإرث ، الآلاف من الدنانير أو حتى حصيراّ صغيراّ .
هناك نص قرآني صريح .. طيب .. لا أحد يعترض. لكن ، هناك نصوص قرآنية تتحدث عن تسيير العبيد . فهل نحن برفضنا للعبودية اليوم، نكون قد كفرنا ب ديننا ؟
هناك نصوص تتحدث عن ملك اليمين ، فهل حين ننتقد ما تقوم به داعش ، من سبي للنساء ، نكون قد كفرنا بالقرآن ؟
هناك نص قطع يد السارق، فهل باختيارنا اليوم لتشريعات وعقوبات جديدة نكون قد خرجنا عن الإسلام ؟
القرآن حين منح المرأة نصف نصيب أخيها، كان ذلك من أجل إحقاق العدل في زمن لم تكن المرأة ترث فيه أصلا .. أي أن علينا أن نهتم لما جاء من أجله القرآن وليس ما جاء به .. وما جاء من أجله هو العدل .
الإجتهاد في تطبيق النص القرآني منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب مَكّن من مسايرة التحولات المجتمعية.. وما نعيشه اليوم هو تحول إجتماعي وإقتصادي يقتضي منا إنصافاً أكبر للمرأة، وإنصافاً لأبنائكم أيضاً .. لأنكم لا تحبون ذكورهم أكثر من إناثهم.. لأن أخاك أو عمك الذي لم يهتم ربما يوماً لشؤون بناتك ، يمكن أن يطردهن من بيتهن عند وفاتك لأنك لم تنجب صبياً .
أنا مع المناصفة في الإرث، لأنني ، ومعي كل النساء ، لسنا نصف مواطنات.
#فاطمة ابودلو

