بقلم : الناشطة فاطمة ابودلو
وكالة الصياد - الاخباري - ستنتهي الحرب يوماً ما، ولن يعود حائط واحد من كلّ المنازل التي سقطت.
ستنتهي الحرب والأمهات لا تزال أمهات، والشهداء سيبقون شهداء... لن تتغيّر الأسماء.
ستنتهي الحرب ولن يُمحى مشهد قتل في ذاكرة طفلٍ صغير، ولن تُلغى أهمية الصور المُلتقطة لأولئك الذين غرقوا في البحر.
ستنتهي الحرب وسيعود لاجئ أو اثنان يتحدثون الألمانية والسويديّة لن تعجبهم الحياة بعد التي اعتادوا عليها منذ تسع سنوات فيعودون إلى أوطانهم.
ستنتهي الحرب وسيعثر شاب على رسائلِ كتبها أحدهم في المركب قبلَ أن يغرق، سيعرفُ الكثير عن عائلته.
سيكون حينها قد خصّص نصف المدينة للمقابر والنصف الآخر لصرخات الأمهات اللواتي لن يغفرنَ.
ستنتهي الحرب وستكونُ هناك امرأة تعيش مع أطفالها وحدها بعد وفاة زوجها، وسيكون هناك منزل كامل يعيش وحده بعد موت العائلة ونجاة الحائط.
ستنتهي الحرب ويعودُ الرجال لسماعِ نشرات الأخبار والنشرة الجويّة وسيهتم الجميع بما يحصل في الخارج وستصير أهم الأخبار تلكَ التي تخص الرأسمالية واقتصاد أميركا لأن الجميع سيكونون بخير.
الشعراء استفادوا وانتهوا من الحربِ سيبحثون عن شيء جديد يكتبون عنه.
وتجّار الأزمات سيأخذون أموالهم ويسافروا، سيهربون لأن ذلك ليس لصالحهم إطلاقاً.
سيأكلون الخبز وحدهم دون كلّ الذين غادروا، وسيصير متوفراً أن يأكلَوا الشوكولاته السويسرية وسيكونون سعداء بذلك.
٨/كانون الأول/٢٠٢٤
#فاطمة ابودلو

