الصياد الاخباري - عمان - شهدت المملكة بالاسابيع الماضية حالات انتحار وجرائم قتل في محافظات المملكة، وهو ما دفع الخبراء الى الدعوى لضرورة البحث عن أسباب ودوافع الجرائم والتي شكلت في غالبيتها أنماطاً جديدة لم يعهدها المجتمع، مثل التي وقعت في نطاق الأسرة.
وتظهر الدراسة التي أعلنت عنها مديرية الامن العام، اهم الاحصائيات لشهري حزيران وتموز وقوع 9 جرائم قتل، ووقوع حالة انتحار، في حين وقعت 65 حالة إنتحار منذ مطلع العام الحالي.
وفي السياق قال رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة كاظم كفيري إن معظم جرائم القتل التي حدثت مؤخراً كانت جرائم اسرية بسبب مشاكل عائلية بين افراد الاسرة، او بسبب تعاطي المخدرات، خصوصا المصنعة التي تؤدي الى انفصال الشخص عن الواقع بحيث يفقد قدرة على التميز بين افراد الاسرة سواء أكانوا اشقاءه او احد اقربائه.
وأضاف أنه ينبغي على الجهات المختصة الرسمية والأهلية، التنبه لهذه الظواهر، والالتفات للقضايا التي يعاني منها المجتمع خصوصا فئة الشباب، وعمل لقاءات توعوية وبرامج ارشادية لاشغال اوقاتهم بالفائدة والعودة الى الاخلاقيات والدين الذي يحرم الجريمة.
وبين أن الانتحار جريمة بحق النفس وقد شهدت الآونة الاخيرة العديد من محاولات الانتحار ومنها من استطاعت الاجهزة المختصة منعها وعدول المنتحر عن الاقدام للانتحار ومنها من انهى حياته وقتل نفسه.وأوضح أن للانتحار عدة دوافع منها وجود رغبة لدى البعض للفت النظر بسبب التعطل عن العمل، او بسبب المعاناة من مشاكل نتيجة الظروف المعيشية الصعبة او تعثر مالي او اليأس من الحياة،
من جانبها قالت الخبيرة التربوية سلام عاشور إن دور الأسرة يعد أساسياً في بناء وتشكيل شخصية أبنائه، وذلك في المتابعة والاهتمام في سلوكياتهم، والإشراف على مشاهداتهم الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي والاعلام بحيث لا يتضمن مشاهد لا تتناسب مع فئاتهم العمرية أو تحتوي على مشاهد عنف، كما يجب توجيه الأطفال حول إختيارهم للاصدقاء لما له من تأثير كبير في شخصياتهم.
وأكدت عاشور أن الاهتمام بالصحة النفسية للأبناء أمر في غاية الأهمية لذلك لابد من الحفاظ على بيئة أسرية صحية متوافقة والعمل أيضا على زيادة الوعي في المجتمعات حول التوعية والارشاد النفسي خاصة للأطفال واليافعين.
وشددت على أهمية دور المنظومة التربوية والتعليمية تشمل الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام في بناء انسان سوي، وذلك بعمل برامج ودورات توعية مستمرة خاصة حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تعلم الاطفال العنف والتنمر والفاظ سيئة من خلال متابعتهم للتعليقات على المحتوى المنشور وتقليد مشاهد الفيديوهات السلبية الموجودة على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية خاصة العاب التي تحتوي على مشاهد العنف،
وبينت انه في حال رصدت الاسرة تغير في سلوك احد ابنائها (العنف) يجب على الوالدين الاهتمام بشكل فردي وتفهم احتياجاته من خلال الحوار و ومتابعته واخذ ارشادات من الاخصائيين لمتابعة سلوكه،

