الصياد الاخباري
بقلم :توفيق مبيضين
ضجت المواقع الإخبارية واقلام الكتاب والصحفيين ومواقع التواصل ، بمدى الفشل الكبير والمخيب للآمال ، والذي رافق الإحتفالية الرسمية لإعلان إربد عاصمة للثقافة العربية ، وما شابها من سؤ تنظيم صارخ ، وفقرات هزيلة ، لا تتماشى مع الحدث الكبير .
الكٌتاب والصحفيين ، لم يتحدثوا من فراغ ، حتى وصل الأمر إلى بعض الأحزاب السياسية ، التي شجبت الخلل والإختلال الذي شاب الإحتفالية ، والجميع يطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه المهزلة .
هناك لجنة عليا مسؤولة ، كُلفت قبل أشهر بالإعداد لهذا الحدث العظيم، ومركزها ومكاتبها في إربد ، تخللها زيارة وإجتماع لرئيس الوزراء بمسؤولي إربد ، إضافة لزيارات متعددة لوزرة الثقافة هيفاء النجار ، وتُركت الأمور التنظيمية وإختيار الفقرات والفعاليات مجتمعة ، للجنة ورئيسها ، لثقة اصحاب القرار بهم ، هذه الثقة التي تبين لاحقا وميدانيا وعمليا ، أنها لم تكن عند حُسن الظن ، حيث خيُبوا آمال الوطن و المسؤولين ، وأولهم إبن المحافظة نفسها ، رئيس الوزارء الخصاونة .
ليس دفاعا عن وزيرة الثقافة السيدة هيفاء النجار ، ولكن ومن طبيعة عملي ومتابعاتي ، فقد تبين لي انها من الوزراء الميدانيين القلائل ، فلا يكاد يمر يوما ، إلا وتجدها في موقع ما في المملكة ، من شمالها إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها ، تصول وتجول ، وتعطي الافكار والتوجيهات ، وتأخذ الملاحظات وتعمل على حلها ، ومن حقها ان تحصد وان ترى نجاحات وإنجازات نتيجة جهودها الجبارة ، لكن فيما يبدو فقد خاب ظنها وأملها فيمن وثقت والحكومة بهم ، وأوكلت لهم المهمة العظيمة .
فمن ناحية الأعمال والفعاليات ، المعلومات المتوفرة تفيد أن هناك مشاريع فنية قيُمة ، قُدمت للجنة ، لكن ولكون هذه المشاريع ، أعلى من المستوى المعرفي والفكري والتخصصي للجنة ، إضافة إلى ان تكلفتها عالية نسبيا لما إعتادوا عليه من تقليد وتكرار ، وقد لا تتناسب مع موازنة الإحتفالية ، فقد تم تحييدها ، ولم يتم إعتمادها .
هذا يعني ، ان اللجنة في إربد بقيت تُفكر داخل الصندوق ، ولا زالت ضمن ما يُسمى بالتقليدية ، فلا افكار جديدة ومتطورة وقيّمة لديهم ولا إبداع جديد ملموس ، فكل ما هو موجود اصلا تم عرضه مسبقا في كافة المناسبات والأحداث ، وبالتالي فبإمكاننا القول انه مُكرر ولعشرات المرات ، وقد يكون للمجاملات والمحاباة لبعض الشخصيات او الجهات دور في ذلك ايضا .
أما ما قيل ونُشر عن التنظيم ، وان كثير من المدعوين من الضيوف العرب ، لم يجدوا مقاعد مخصصة لهم ، وبالرغم من قيام بعض المسؤولين بتغيير مواقعهم الأمامية لإجلاس الضيوف ، إلا انه ايضا هناك الكثيرين بقوا جالسين في مقاعدهم الأمامية ، رافضين إخلاءها وغير آبهين ، تاركين الضيوف يبحثون عن مقاعد للجلوس عليها ، وعلمت ان بعضهم غادر غاضبا ….،
ما حدث عيب وعار يُسجله التاريخ ، وهي نقطة سوداء في تاريخ المحافظة والمدينة التاريخية العريقية ، المليئة بالنقاط البيضاء المشرقة … ، فالوجاهة وثقافة الجلوس في المقاعد الأمامية ، وإعطاء الموضوع أولولية من قبل اصحاب بعض النفوس ، لا زالت قائمة في إربد وفي المحافظات الأخرى ، فالخلل ليس بهم فقط ، بل الخلل الأكبر في اللجنة المنظمة والتي لم تتنبه لهذه النقطة “البرتوكولية” الهامة ، في ظل وجود ضيوف عرب ، كثيرا منهم إن لم يكن معظمهم ، برتبة وزير اوسفير اومدير عام وما شابهها …
ما حدث من عيوب وإختلالات في إربد يجب أن لا يمر مرور الكرام ، والمسؤول الأول والأخير عن هذا العيب ، هي اللجنة نفسها ، رئيسا وأعضاء ، فالإحتفالية والحدث ليستا بدون كُلفة ، بل هناك ملايين الدنانير توفرت لهما من خزينة الدولة ، وكان الأجدى بلجنة إربد ، تقدير ذلك والعمل بكل ما اوتيت من قوة لإنجاح الحدث ، لا ، التقاعس وإفشاله والظهور بهذا المستوى المتدني من الفشل ، ويجب محاسبتهم جميعا على أخطائهم القاتلة … فلا الوطن ولا إربد ولا وزيرة الثقافة يستحقون ما فعلتموه بهم جميعا ….
مدير تحرير ديرتنا الإخبارية

