الصياد الاخباري
بقلم حاتم الازرعي
تعرضت الطبيبة (ب م ) المقيمة في اختصاص النسائية والتوليد لحادث سير في طريق عودتها إلى المنزل بعد مناوبة امتدت ل ٣٥ ساعة متواصلة في مستشفى البشير كاد ان يودي بحياتها.
الحادث الذي تعرضت له الطبيبة الشابة اثار موجه من السخط والغضب في اوساط الاطباء، ولا سيما الملتحقين في برامج الإقامة في التخصصات المختلفة، الذين يواجهون اوضاعا صعبة ويعملون في ظروف قاهرة، في ظل تزايد الاعباء التي تقع على كاهل القطاع الصحي.
الحادث شكل بالنسبة للكثيرين فرصة مناسبة لفتح ملف القطاع الصحي "المتهالك" كما يصفه الدكتور حمزه القرالة في منشور له ، في سياق التعليق على الحادث.
وفي العودة إلى ملف القطاع الصحي الذي يعاني حالة من الاهمال الرسمي يتبدى بوضوح استمرار نهج التدمير الممنهج الرامي الى خلق مبررات خصخصة هذا القطاع ، دون أدنى التفات الى حق المواطن في الرعاية الصحية اللائقة .
وللحقيقة فإن عدم التفات وزارة الصحة لصوت اطبائها وإدارة ظهرها لمعاناتهم ،وهم عمودها الفقري ، يعد بحق اول معاول الهدم للقطاع الصحي ، الذي يدفع ثمنه ويروح ضحيته المريض عموما والطبيب بشكل خاص الذي " يجبر على العمل لساعات تفوق القدرة البشرية في مهنة حساسة " ما يؤدي إلى الوقوع في "الاخطاء والكوارث " كما يؤكد الاطباء أنفسهم.
ويرى عديد من الاطباء ان تبجح الحكومة على لسان رئيسها " برفع قدرة القطاع الصحي ٣٠٠ ٪" ما هو إلا زيف ويشيرون إلى أن رفع القدرة كان بتحميل الاطباء اعباء اضافية دون تعزيز الكادر والنتيجة تعريض حياة الاطباء للخطر .
في ملف القطاع الصحي الحكومي وتحديدا وزارة الصحة لا بد من التذكير بضرورة انصاف كوادرها التي تتسرب للعمل خارج المملكة وفي احسن الأحوال للعمل في قطاعات طبية داخل المملكة .
ومن نافلة القول ان تدني دخول كوادر الوزارة عموما والأطباء خصوصا هو المعول الثاني لهدم هذا القطاع
وتدميره إنفاذا لنهج الخصخصة الذي تتبناه الحكومة في إطار سياسة الخطوة خطوة .
في" صوت اطباء الاردن" ينادون بالصوت العالي بضرورة إصلاح القطاع الصحي ويرون أن ذلك لا يتحقق الا بعد إزالة معظم رؤساء الإختصاص ومدراء المستشفيات الغير منتجين وتثبيت وزير واحد وزيادة الرواتب وفتح الاختصاصات الفرعية برواتب تمسك الطبيب وتمنعه من الهجرة وبحاجة لتعيينات وزيادة عدد الأطباء المقيمين ".
نحمد الله على سلامة طبيبتنا الشابة ونجاتها من الحادث الذي تعرضت له مركبتها، ونأمل ان ينجو القطاع الصحي الحكومي من خطر الخصخصة !!
