بقلم : حاتم الازرعي
بعد فيروس كوفيد ١٩ ، الذي غزا العالم ،منطلقا من ووهان ، تتجه الانظار للصاروخ الصيني "لونغ مارش 5 بي" الخارج عن السيطرة، ويتحرك بسرعة فائقة قبل أيام قليلة من اقتراب اصطدامه بالأرض ، دون قدرة على تحديد المنطقة بدقة، وإن كانت تقارير تشير الى احتمال سقوط حطامه في السودان.
ولم ترد انباء تؤكد ، عبور الصاروخ الصيني سماء الأردن فوق محافظة العقبة وتحركه شمالا بعد منتصف ليلة الخميس الماضي ، كما توقع الخبير الفلكي عماد مجاهد،حيث اتجهت انظار الاردنيين لمشاهدة هذا العبور .
ويبلغ طول الصاروخ الصيني التائه 30 متراً ووزنه 21 طناً، وكان يحمل المركبة "تيانهي" وهي الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية الجديدة "سي.إس.إس" ويعتبر أكبر قطعة فضائية تسقط دون سيطرة على الأرض منذ عام 1991 ورابع أكبر قطعة في العالم تسقط على الأرض.
ويثير الحطام المتساقط نحو الأرض القلق ، لكن الخبراء يؤكدون انه لا يشكل تهديدا كبيرا على السلامة ، ووقعت
حوادث مشابهة ، ووصل الحطام من الفضاء إلى الأرض عدة مرات، وآخرها العام الماضي.
وتثير حالة فلتان الصاروخ الصيني وعدم السيطرة عليه والخوف من السقوط في مناطق مأهولة، أسئلة مشروعة حول مصير الحطام الفضائي، والعودة غير المنضبطة إلى الأرض، والاحتياطات اللازمة والواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات.
وتتعاظم المخاطر ، ويغدو الخوف مبررا ، اذا علمنا ان الحطام الذي يطفو في الفضاء يقدر بنحو 9 آلاف طن من الخردة، وهو عبارة عن مئات الآلاف وربما الملايين من الأجسام التي تدور في مدار غير خاضع للرقابة،ويشمل الحطام قطعا من صواريخ مستهلكة وأقمار صناعية معطلة والحطام الناتج من العروض العسكرية للصواريخ المضادة للأقمار الصناعية ،ويتركز هذا الحطام بشكل كبير في مناطق المدار الأقرب إلى سطح الأرض.
وفي الوقت الذي يقلل فيه الخبراء من مخاطر الحطام على البشر في الأرض، إلا أنهم يرون انه يؤثر على عدد كبير من الأقمار الصناعية النشطة التي توفر الخدمات مثل تتبع الطقس ودراسة مناخ الأرض والاتصالات، كما يهدد الحطام أيضا محطة الفضاء الدولية.
وربما تطرح المخلفات الفضائية بهذا الحجم المتزايد ، والمخاطر التي قد تنجم عنها ، ضرورة ايجاد قواعد وضوابط وقوانين دولية او قواعد تحكم الدول والجهات التي تتسبب في نشر هذه المخلفات في الفضاء ، دون اكتراث، فمن يحاسب اذا حلت كارثة ما بسببها، لا سيما ان هذه المخلفات هي نتاج تكنولوجيا الدول الكبرى ،والهيئات المهيمنة ؟!.
ويتابع الخبراء بقلق، الصاروخ الصيني "لونغ مارش 5 بي" ويخشون سقوطه في منطقة مأهولة، كونه ما زال يدور في "المدار المؤقت" بشكل غير منضبط تماماً، ويكمل دورته حول الأرض كل 90 دقيقة تقريباً بسرعة حوالي 27600 كم في الساعة وعلى ارتفاع يزيد عن 300 كم.
لكن الخبراء يبثون رسائل طمأنة ، مردها أن معظم أجزاء الصاروخ تحترق أثناء عودته إلى الأرض، بمجرد ملامسة الغلاف الجوي، لكن هذا الصاروخ يشكل خطورة بسبب حجمه الضخم جداً، وخروجه عن السيطرة بتركه دون تحديد نقطة عودة، بالإضافة إلى سرعته واحتوائه على أجزاء مقاومة للاحتراق .
وعلى الرغم من تخوفات الخبراء بالنظر إلى سرعة الصاروخ، إلا أنهم يرجحون سقوط ما تبقى من أجزائه في البحر، إذ تغطي المياه حوالي 71% من كوكب الأرض.
ويذكر ان الصين قد أطلقت الخميس الماضي، الوحدة الأساسية لمحطتها الفضائية الجديدة على متن صاروخ "لونغ مارش 5 بي"، بهدف تأمين وجود دائم لروادها في الفضاء.
